تخطى إلى المحتوى

العلاقة بين فيتامين D وزيادة القوة العضلية

هل تعلم أنّ أكثر من 40% من الرياضيين حول العالم يعانون من نقص فيتامين D دون أن يدركوا ذلك؟
قد يظن البعض أنّ فيتامين D يقتصر دوره على صحة العظام فحسب، لكنّ الحقيقة أنّه عنصر محوري في تحسين القوة العضلية، ودعم الأداء الرياضي، وتسريع التعافي بعد التمارين.
وإذا كنت تمارس الرياضة بانتظام، لكنّك لا تلاحظ تطوّرًا واضحًا في مستويات قوتك أو في أدائك داخل الصالة الرياضية، فقد يكون السبب ببساطة انخفاض مستوى هذا الفيتامين في جسمك.

في هذا المقال، سنتناول الدور العلمي لفيتامين D في زيادة القوة العضلية، ونتعرّف إلى أعراض نقصه لدى الرياضيين، وأفضل الطرق لتعويضه سواء من خلال الغذاء، التعرّض للشمس، أو استخدام المكملات الغذائية بطريقة آمنة ومدروسة.

رجل رياضي يرتدي قميصًا رماديًا بلا أكمام، يحمل عبوة مكتوب عليها فيتامين D، في خلفية بسيطة ضبابية.

ما هو فيتامين D ولماذا يُعدّ مهمًّا؟

فيتامين D هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويُعدّ عنصرًا أساسيًا لصحة الإنسان بشكل عام، وصحة الرياضيين بشكل خاص. يتميّز عن غيره من الفيتامينات بأنّ الجسم يستطيع إنتاجه طبيعيًا عند التعرّض لأشعة الشمس، إضافةً إلى إمكانية الحصول عليه من بعض الأطعمة أو المكمّلات الغذائية.

يلعب فيتامين D أدوارًا حيوية في الجسم، أبرزها:

  • تعزيز امتصاص الكالسيوم والفوسفور: وهو ما يساهم في تقوية العظام والوقاية من الكسور.
  • دعم الجهاز المناعي: حيث يساعد الجسم في مقاومة الالتهابات والأمراض.
  • تنظيم وظائف العضلات: وهو الجانب الذي يجعله مهمًّا للغاية للرياضيين الراغبين في زيادة القوة العضلية وتحسين الأداء.

هناك نوعان رئيسيان من فيتامين D:

  1. فيتامين D2 (إرغوكالسيفيرول): يوجد بشكل أساسي في المصادر النباتية وبعض الأطعمة المدعّمة.
  2. فيتامين D3 (كوليكالسيفيرول): يُنتج في الجلد عند التعرّض للشمس، ويوجد في مصادر حيوانية مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض، وهو الشكل الأكثر فاعلية في رفع مستوى الفيتامين في الدم.

فيتامين D والقوة العضلية

ارتبط فيتامين D منذ سنوات بصحة العظام فقط، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أنّه يلعب دورًا محوريًا في وظائف العضلات، سواء من حيث الأداء أو القوة أو التعافي بعد التمارين.

1. دعم انقباض العضلات

توجد مستقبلات خاصة بفيتامين D في الأنسجة العضلية، تساعد على تحسين قدرة الألياف العضلية على الانقباض بكفاءة، ما ينعكس بشكل مباشر على قوة الأداء أثناء رفع الأوزان أو ممارسة التمارين عالية الكثافة.

2. زيادة القوة والتحمّل

تشير أبحاث علمية إلى أنّ الأشخاص الذين يملكون مستويات طبيعية من فيتامين D يتمتعون بقوة عضلية أعلى بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20% مقارنةً بمن يعانون من نقصه. وهذا الفارق يكون ملحوظًا بشكل أكبر لدى الرياضيين المحترفين.

3. تقليل خطر الإصابات

يُساهم فيتامين D في تحسين توازن الجسم وقوة العضلات العميقة (Core Muscles)، مما يقلّل من احتمالية التعرض للشد العضلي أو الإصابات الناتجة عن الإجهاد أو السقوط أثناء التمارين.

4. تحسين التعافي بعد التمارين

يلعب الفيتامين دورًا مهمًا في تقليل الالتهابات العضلية وتسريع عمليات ترميم الألياف بعد التمرين، ما يعني تعافيًا أسرع وقدرة أكبر على الحفاظ على انتظام جدول التمارين.

خاتمة

سواء كنت تمارس رفع الأثقال، الجري، أو حتى تمارين الكاليثنكس، فإن الحفاظ على مستوى مثالي من فيتامين D يمكن أن يُحدث فرقًا ملحوظًا في نتائجك.

لذلك، احرص على متابعة مستويات فيتامين D عبر التحاليل الدورية، وادمج مصادره الطبيعية في حياتك اليومية من خلال التعرض للشمس بشكل معتدل، تناول الأطعمة الغنية به، أو استخدام المكمّلات الغذائية تحت إشراف مختص.

تذكّر أنّ بناء القوة لا يعتمد فقط على التدريب، بل هو منظومة متكاملة تشمل التغذية، النوم، والتوازن الهرموني… وفيتامين D هو أحد المفاتيح التي لا غنى عنها لتحقيق هذا التوازن.

أسئلة شائعة

1. هل يساعد فيتامين D في بناء الكتلة العضلية؟
نعم، فيتامين D يلعب دورًا أساسيًا في تحسين انقباض الألياف العضلية ودعم التعافي، مما يساعد على زيادة القوة والكتلة العضلية مع الاستمرار في التدريب والتغذية السليمة.

2. كم من الوقت يحتاج الجسم لرفع مستوى فيتامين D؟
يعتمد الأمر على شدة النقص والجرعة المستخدمة. غالبًا يحتاج الجسم من 8 إلى 12 أسبوعًا من التعويض المنتظم عبر التعرض للشمس أو المكمّلات للوصول إلى مستويات طبيعية.

3. ما الفرق بين فيتامين D2 وD3؟

  • D2: مصدره نباتي وأقل فاعلية في رفع مستوى الفيتامين في الدم.
  • D3: مصدره حيواني أو يتم إنتاجه في الجلد بالتعرض للشمس، ويُعدّ الأكثر فعالية.

4. هل الإفراط في تناول فيتامين D مضر؟
نعم، تناول جرعات عالية جدًا دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع الكالسيوم في الدم واضطرابات الكلى. الالتزام بالجرعات الموصى بها ضروري.

5. ما أفضل وقت لتناول مكملات فيتامين D؟
يفضل تناولها مع وجبة تحتوي على الدهون لتحسين الامتصاص، وغالبًا في فترة الصباح أو الظهيرة.

مصادر

  • Holick MF. “Vitamin D: importance in the prevention of cancers, type 1 diabetes, heart disease, and osteoporosis.” American Journal of Clinical Nutrition, 2004.
  • Ceglia L. “Vitamin D and skeletal muscle tissue and function.” Molecular Aspects of Medicine, 2008.
  • Close GL, et al. “The effects of vitamin D3 supplementation on serum total 25[OH]D concentration and physical performance: a randomised dose-response study.” British Journal of Sports Medicine, 2013.
  • Owens DJ, et al. “Vitamin D and the athlete: current perspectives and new challenges.” Sports Medicine, 2018.
f
مقالات الكاتب

رياضي، مدوّن وصانع محتوى رياضي، أدرس حاليًا لأصبح أخصائي تغذية معتمد، وممارس للتمارين الرياضية منذ أكثر من 6 سنوات. خضت تجارب متعددة في عالم الرياضة، من الكيك بوكسينغ إلى الجري، والدراجة الهوائية، والباورلفتينغ، وصولًا إلى التمرين بالمقاومة الذي التزمت به دون انقطاع.

أسستُ منصة FitspotX بعد أن لاحظت كمية المعلومات المغلوطة المنتشرة في مجال الرياضة والتغذية، خاصةً ضمن المحتوى الكتابي. من هنا انطلقت رؤيتي لبناء منصّة متكاملة، تجمع بين الأدوات والمحتوى العلمي البسيط، لتساعدك على فهم التغذية بشكل أفضل، وتحقيق أهدافك الجسدية بثقة ومعرفة.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x