هل لاحظت يومًا أنّ نومك يصبح مضطربًا أو أقصر من المعتاد عندما يكون القمر مكتملًا في السماء؟ كثيرون حول العالم يتحدثون عن “ليالي البدر” وكأنها مرتبطة بالأرق والأحلام المزعجة. بعض الثقافات القديمة ربطت القمر بالجنون والتقلّبات المزاجية، لكن اليوم… العلم بدأ يبحث بجدّية: هل فعلًا للقمر علاقة بجودة نومنا، أم أن الأمر مجرّد وهم جماعي؟
في هذا المقال نستعرض ما تقوله الدراسات، كيف يمكن أن يؤثر القمر على نومك، ولماذا بعض الأشخاص يتأثرون أكثر من غيرهم، مع نصائح عملية لتحسين نومك مهما كانت مرحلة القمر.

ما تقوله الأبحاث العلمية
- دراسة سويسرية (2013): وجدت أن الأشخاص في فترة اكتمال القمر ناموا أقل بـ 20 دقيقة تقريبًا، وكان نومهم العميق (deep sleep) أقصر بنسبة 30%.
- دراسات أخرى: أظهرت نتائج متضاربة؛ بعضها أكد وجود تأثير ملحوظ، بينما لم يجد البعض الآخر أي علاقة تُذكر بين مراحل القمر وجودة النوم.
- تحليل عام (Meta-analysis): بعض المراجعات الشاملة أشارت أن التأثير موجود لكنه ضعيف، وقد يظهر فقط عند أشخاص حسّاسين أكثر للتغيرات الطبيعية.
الخلاصة: العلم ما زال منقسم. القمر قد يؤثر على النوم عند البعض، لكنه بالتأكيد ليس العامل الأساسي مقارنة بالضوء الاصطناعي والإجهاد اليومي.
كيف يمكن أن يؤثر القمر على نومك؟
- الإضاءة الطبيعية:
عند اكتمال القمر، يكون الضوء المنعكس أقوى من الأيام العادية. هذا الضوء قد يقلل إفراز الميلاتونين (هرمون النوم)، مما يجعل الاستغراق في النوم أصعب. - الساعة البيولوجية:
جسم الإنسان يعمل بإيقاعات بيولوجية مرتبطة بالضوء والظلام. من المحتمل أن يكون للقمر دور ضعيف في تعديل هذه الإيقاعات، لكنه ليس بنفس قوة الشمس أو الشاشات الإلكترونية. - العوامل النفسية:
مجرد معرفة أن القمر مكتمل يمكن أن تزرع توترًا أو توقعًا بالنوم السيئ → وهذا بحد ذاته يؤثر سلبًا على جودة النوم.
هل الجميع يتأثر بنفس الشكل؟
الإجابة: لا.
- العمر: بعض الدراسات وجدت أن الشباب يتأثرون أكثر من كبار السن.
- الجنس: تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء أكثر حساسية لدورة القمر بسبب التغيرات الهرمونية.
- العادات اليومية: الأشخاص الذين يتعرضون لشاشات مضيئة قبل النوم يتأثرون أقل بضوء القمر (لأنهم أصلًا متأثرين بالضوء الأزرق).
نصائح لتحسين النوم خلال ليالي البدر
حتى لو كان القمر يلعب دورًا صغيرًا، عادات النوم الصحية قادرة على إلغاء هذا التأثير:
- استخدم ستائر معتمة (Blackout curtains): تمنع دخول أي ضوء خارجي.
- أطفئ الأجهزة قبل ساعة من النوم: الضوء الأزرق من الشاشات أقوى بكثير من ضوء القمر.
- حافظ على روتين نوم ثابت: وقت نوم واستيقاظ محدد يساعد جسمك يتأقلم.
- مارس الاسترخاء: تمارين التنفس أو التأمل تساعد على تهدئة العقل قبل النوم.
خاتمة
القمر قد يكون له تأثير محدود على نوم بعض الأشخاص، خاصة وقت اكتماله، لكن العلم لم يحسم الأمر بشكل نهائي. الأكيد أن عوامل مثل استخدام الهواتف، التوتر، والكافيين لها أثر أكبر بكثير على نومك من القمر نفسه.
إذا أردت نومًا أفضل، لا تركز على القمر… ركّز على عاداتك اليومية.
أسئلة شائعة (FAQ)
هل القمر يسبب الأرق؟
ليس بشكل مباشر، لكن ضوءه وقت البدر قد يؤخر النوم عند بعض الأشخاص.
هل النساء أكثر تأثرًا بدورة القمر؟
بعض الدراسات تشير لذلك، لكن الأدلة ليست قوية كفاية.
ما هو أقوى مؤثر على النوم: القمر أم الشاشات الإلكترونية؟
بالتأكيد الشاشات. الضوء الأزرق من الهاتف أو الكمبيوتر أقوى عشرات المرات من ضوء القمر.
مصادر
Cajochen C, et al. “Evidence that the lunar cycle influences human sleep.” Current Biology. 2013.
Smith M, et al. “Lunar phase and sleep: a systematic review.” Sleep Medicine Reviews. 2017.
American Academy of Sleep Medicine – Circadian rhythms and sleep.
National Sleep Foundation – Light exposure and sleep quality.
رياضي، مدوّن وصانع محتوى رياضي، أدرس حاليًا لأصبح أخصائي تغذية معتمد، وممارس للتمارين الرياضية منذ أكثر من 6 سنوات. خضت تجارب متعددة في عالم الرياضة، من الكيك بوكسينغ إلى الجري، والدراجة الهوائية، والباورلفتينغ، وصولًا إلى التمرين بالمقاومة الذي التزمت به دون انقطاع.
أسستُ منصة FitspotX بعد أن لاحظت كمية المعلومات المغلوطة المنتشرة في مجال الرياضة والتغذية، خاصةً ضمن المحتوى الكتابي. من هنا انطلقت رؤيتي لبناء منصّة متكاملة، تجمع بين الأدوات والمحتوى العلمي البسيط، لتساعدك على فهم التغذية بشكل أفضل، وتحقيق أهدافك الجسدية بثقة ومعرفة.