تخطى إلى المحتوى

أسباب انتفاخ البطن والغازات وكيف تتخلص منها طبيعيًا لتحافظ على راحة جهازك الهضمي

يُعدّ انتفاخ البطن وتراكم الغازات من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعًا بين مختلف الفئات العمرية. ورغم أنّها مشكلة غالبًا ما تكون بسيطة، إلا أنّها قد تُسبّب شعورًا واضحًا بعدم الارتياح وتؤثّر على جودة الحياة اليومية.
تتنوّع أسباب الانتفاخ بين عادات غذائية غير متوازنة، ونمط حياة خامل، وحالات صحّية تحتاج إلى متابعة طبية.
في هذا المقال، سنستعرض الأسباب العلمية الأكثر شيوعًا لانتفاخ البطن، ونقدّم خطوات فعّالة وطبيعية للتخفيف من الأعراض والحفاظ على صحّة جهازك الهضمي.

رغم أنّ الانتفاخ قد يكون عرضًا مؤقتًا بعد وجبة دسمة، إلا أنّ تكراره أو شدّته قد يشير إلى وجود عوامل أعمق. وفيما يلي أبرز الأسباب الشائعة:

محتوى المقال

1. تناول الطعام بسرعة

الأكل بسرعة يُدخل كميات كبيرة من الهواء إلى الجهاز الهضمي، ما يسبّب تراكم الغازات والشعور بالامتلاء.

2. الأطعمة المسبّبة للغازات

بعض الأطعمة تحتوي على مركّبات صعبة الهضم مثل:

  • البقوليات (الحمص، الفول، العدس)
  • الملفوف والبروكلي
  • المشروبات الغازية
  • الأطعمة الغنية بالدهون المشبّعة

3. حساسية أو عدم تحمّل بعض الأطعمة

  • حساسية اللاكتوز: يعاني البعض من صعوبة هضم منتجات الألبان.
  • حساسية الغلوتين: يمكن أن يسبب القمح والشعير انتفاخًا مستمرًا لدى من يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك.

4. مشاكل في توازن بكتيريا الأمعاء

اختلال البكتيريا النافعة في الأمعاء قد يؤدي إلى بطء عملية الهضم وزيادة إنتاج الغازات.

5. قلة النشاط البدني

قلة الحركة تجعل الأمعاء أبطأ في نقل الطعام، ما يزيد احتمالية تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ.

6. حالات صحية مزمنة

في بعض الأحيان يكون الانتفاخ عرضًا لأمراض تحتاج متابعة طبية، مثل:

  • القولون العصبي
  • ارتجاع المريء
  • التهابات الأمعاء

طرق فعّالة للتخلّص من انتفاخ البطن والغازات

رغم أنّ الانتفاخ قد يكون مزعجًا، فإنّ هناك خطوات بسيطة وفعّالة تساعد في التخفيف من الأعراض واستعادة الراحة بسرعة:

1. الحركة الخفيفة بعد الوجبات

يساعد المشي لمدّة 10 إلى 15 دقيقة بعد تناول الطعام على تحفيز حركة الأمعاء وتقليل تراكم الغازات.

2. شرب المشروبات العشبية الدافئة

تُسهم بعض الأعشاب في تهدئة الجهاز الهضمي وتحسين عملية الهضم، مثل:

  • شاي النعناع
  • الزنجبيل الدافئ
  • اليانسون أو الشمر

3. تقسيم الوجبات على مدار اليوم

تناول وجبات أصغر ومتقاربة يقلّل الضغط على الجهاز الهضمي ويحدّ من الشعور بالامتلاء المفرط.

4. الحدّ من الأطعمة المسبّبة للانتفاخ

ينبغي تقليل استهلاك الأطعمة المعروفة بتسبّبها في الغازات، مثل البقوليات والمشروبات الغازية، أو تحضيرها بطرق صحّية كالنقع الجيّد للبقول قبل الطهو.

5. شرب كميات كافية من الماء

يساعد الترطيب الجيّد على تسريع حركة الأمعاء وتقليل احتمالية تراكم الغازات.

6. تناول الطعام ببطء

المضغ الجيّد يحدّ من دخول الهواء إلى المعدة ويحسّن عملية الهضم، ما يقلّل من احتمالية الانتفاخ.

7. ممارسة تمارين مخصّصة للبطن

بعض الحركات البسيطة، مثل “وضعية الطفل” أو “تمرين الدراجة” في اليوغا، تساعد على طرد الغازات وتخفيف الضغط في منطقة البطن.

تغييرات طويلة المدى للوقاية من الانتفاخ

لمنع تكرار مشكلة الانتفاخ والغازات، من المهم اعتماد تغييرات بسيطة في نمط الحياة تساعد على تحسين الهضم وصحّة الأمعاء على المدى البعيد:

1. زيادة الألياف الغذائية تدريجيًا

إدخال الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضار الطازجة والحبوب الكاملة، يعزّز حركة الأمعاء ويقلّل من تراكم الغازات. لكن يُنصح بزيادة الكمية تدريجيًا لتجنّب تهيّج الأمعاء.

2. الحفاظ على الترطيب الجيّد

شرب كميات كافية من الماء يوميًا يساعد على تنظيم حركة الجهاز الهضمي ويمنع الإمساك الذي يفاقم مشكلة الانتفاخ.

3. الحفاظ على نشاط بدني منتظم

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولو لمدّة 20 دقيقة يوميًا، تحفّز الأمعاء وتقلّل من فرص تراكم الغازات.

4. متابعة الحالة الصحية

في حال استمرار الانتفاخ أو ترافقه مع أعراض أخرى مثل الألم الشديد أو فقدان الوزن غير المبرر، يُنصح بمراجعة الطبيب للكشف عن مشاكل صحية مثل متلازمة القولون العصبي أو حساسية الغلوتين.

5. دعم توازن بكتيريا الأمعاء

إدخال أطعمة غنيّة بالبروبيوتيك مثل اللبن أو الزبادي الطبيعي يساعد على تعزيز توازن البكتيريا النافعة وتحسين عملية الهضم.

خرافات شائعة عن الانتفاخ وتصحيحها

رغم شيوع مشكلة الانتفاخ، تنتشر الكثير من المفاهيم الخاطئة التي قد تزيد الأمر سوءًا بدل المساعدة. إليك أبرزها:

الخرافة الأولى: يجب التوقف عن تناول الألياف نهائيًا

يعتقد بعض الأشخاص أنّ الألياف هي السبب الرئيسي للانتفاخ، لكن الحقيقة أنّ الألياف ضرورية لصحة الأمعاء وتحسين حركة الهضم. ما تحتاجه هو زيادة تدريجية للألياف مع شرب كمية كافية من الماء.

الخرافة الثانية: العلكة لا تؤثر على المعدة

مضغ العلكة لفترات طويلة يؤدي إلى ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، ما يزيد من تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ.

الخرافة الثالثة: المشروبات الغازية تساعد في الهضم

على العكس تمامًا، المشروبات الغازية تضيف كميات من ثاني أكسيد الكربون إلى المعدة، ما يفاقم مشكلة الانتفاخ ويزيد من الإحساس بالامتلاء.

جزء من شراكاتنا الإعلانية

الخرافة الرابعة: الانتفاخ دائماً علامة على مرض خطير

في معظم الحالات يكون الانتفاخ مشكلة عابرة مرتبطة بالعادات الغذائية أو أسلوب الحياة. لكن إذا ترافق مع أعراض مثل الألم الشديد أو نزول الوزن بشكل غير مبرّر، فهنا يجب مراجعة الطبيب.

خاتمة

انتفاخ البطن وتراكم الغازات مشكلة شائعة، لكنها في الغالب ليست مؤشرًا على حالة خطيرة. باتباع عادات غذائية صحيحة، والحفاظ على نشاط بدني منتظم، وشرب كميات كافية من الماء، يمكن التخفيف من الأعراض بشكل ملحوظ واستعادة راحة الجهاز الهضمي.

أما في حال استمرار الأعراض أو ترافقها مع مؤشرات مقلقة مثل الألم الحاد أو فقدان الوزن، فاستشارة الطبيب تصبح خطوة ضرورية لتشخيص الحالة بدقة والحصول على العلاج المناسب.

أسئلة شائعة

1. متى يصبح انتفاخ البطن خطرًا ويحتاج إلى استشارة طبية؟

إذا ترافق الانتفاخ مع أعراض مثل ألم حاد، فقدان وزن غير مبرر، دم في البراز، أو تغييرات مفاجئة في حركة الأمعاء، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

2. هل تساعد الأدوية المضادة للغازات في تخفيف الانتفاخ؟

بعض الأدوية التي تحتوي على مادة السيميثيكون قد تساعد في تخفيف الأعراض مؤقتًا، لكن علاج السبب الجذري يبقى أكثر فاعلية.

3. هل جميع الأطعمة الغنية بالألياف تسبب الانتفاخ؟

ليس بالضرورة. إدخال الألياف تدريجيًا وتوزيعها على وجبات اليوم يساعد في الاستفادة منها دون تهيّج الأمعاء أو تراكم الغازات.

4. هل المشروبات الغازية سبب رئيسي للانتفاخ؟

نعم، فالمشروبات الغازية تضيف كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى المعدة، ما يفاقم الإحساس بالامتلاء والضغط.

5. هل التوتر النفسي يزيد من مشكلة الانتفاخ؟

بالتأكيد، فالتوتر يؤثر على حركة الأمعاء ويزيد من حساسية الجهاز الهضمي، مما يجعل الانتفاخ أكثر وضوحًا لدى بعض الأشخاص.

مصادر

  1. Mayo Clinic – Bloating: Causes and Prevention
    https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gas-and-gas-pains
  2. Harvard Health Publishing – The Truth About Bloating
    https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/the-truth-about-bloating
  3. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK) – Gas in the Digestive Tract
    https://www.niddk.nih.gov/health-information/digestive-diseases/gas-digestive-tract
  4. Cleveland Clinic – Bloating and Gas
    https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/21538-bloating
  5. American Gastroenterological Association – Functional Gastrointestinal Disorders
    https://gastro.org/practice-guidance/gi-patient-center/topic/functional-gastrointestinal-disorders
f
مقالات الكاتب

رياضي، مدوّن وصانع محتوى رياضي، أدرس حاليًا لأصبح أخصائي تغذية معتمد، وممارس للتمارين الرياضية منذ أكثر من 6 سنوات. خضت تجارب متعددة في عالم الرياضة، من الكيك بوكسينغ إلى الجري، والدراجة الهوائية، والباورلفتينغ، وصولًا إلى التمرين بالمقاومة الذي التزمت به دون انقطاع.

أسستُ منصة FitspotX بعد أن لاحظت كمية المعلومات المغلوطة المنتشرة في مجال الرياضة والتغذية، خاصةً ضمن المحتوى الكتابي. من هنا انطلقت رؤيتي لبناء منصّة متكاملة، تجمع بين الأدوات والمحتوى العلمي البسيط، لتساعدك على فهم التغذية بشكل أفضل، وتحقيق أهدافك الجسدية بثقة ومعرفة.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x