الفيتامينات: هل المكملات ضرورية أم أنها مجرد خدعة تسويقية

الفيتامينات: تتردد أسماؤها في كل مكان: على عبوات الطعام، في الإعلانات، وحتى على لسان صديقك الذي قرر فجأة أن يهتم بصحته. لكن وسط كل هذا، يبرز سؤال مهم:

هل أجسامنا تحتاج فعلاً إلى مكملات الفيتامين؟

هل المكملات ضرورية؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه خدعة تسويقية محكمة تغرينا بالشعور بالاطمئنان داخل كبسولة صغيرة؟

في هذا المقال، سنأخذ نظرة صادقة وعقلانية على المكملات الغذائية: متى تكون ضرورة حقيقية؟ ومتى تكون مجرد خيار لا طائل منه سوى استنزاف المال دون فائدة تُذكر؟

رجل رياضي يحمل مكمل غذائي

ما هي الفيتامينات

الفيتامينات هي مركبات غذائية دقيقة يحتاجها الجسم بكميات قليلة، لكنها تلعب دورًا كبيرًا في كل شيء تقريبًا: من إنتاج الطاقة، إلى دعم المناعة، وصحة الجلد، والدماغ، والعضلات.

لا يستطيع الجسم تصنيع معظمها، لذلك لا بد من الحصول عليها من الطعام أو — في بعض الحالات — من المكملات.

الفيتامينات من الطعام والمكملات… هل هي نفسها؟

الفيتامينات التي نحصل عليها من الطعام تتميز بشيء هام جداً فهي لا تأتي منفردة، بل ضمن منظومة غذائية متكاملة تحتوي على الألياف، والمعادن، ومضادات الأكسدة. وهذه العناصر مجتمعة تسهّل امتصاص الفيتامينات وتُحسن استفادة الجسم منها

أما المكملات، فهي غالبًا ما تُقدَّم بشكل معزول، دون العناصر المرافقة الطبيعية، مما قد يجعل امتصاصها أقل كفاءة، أو تأثيرها محدودًا. ولهذا السبب، تبقى الفيتامينات القادمة من الغذاء الحقيقي هي الخيار الأفضل في معظم الحالات.

💡 مثال بسيط: لنفترض أن شخصًا يعاني من نقص في الحديد. بدلاً من تناول أطعمة طبيعية غنية به مثل العدس أو السبانخ — والتي لا توفر فقط الحديد بل أيضًا فيتامين C وألياف ومضادات أكسدة تُساعد على امتصاصه — يلجأ مباشرة إلى مكملات الحديد على شكل أقراص. رغم أنها قد تبدو حلًا سريعًا، إلا أن الجسم قد لا يمتص الحديد الصناعي بنفس الكفاءة، بل وقد يتسبب بآثار جانبية مزعجة مثل اضطرابات الهضم.

متى تصبح المكملات ضرورة فعلية؟

رغم أن الأفضلية دائمًا تُمنح للفيتامينات الطبيعية القادمة من الغذاء، إلا أن هناك حالات محددة تصبح فيها المكملات خيارًا لا غنى عنه، بل ضرورة طبية. ففي حالات النقص الحاد المُثبت عبر التحاليل، أو عند وجود صعوبات في الامتصاص (كما في بعض أمراض الجهاز الهضمي)، لا يكفي الاعتماد على النظام الغذائي وحده. كذلك، بعض الفئات مثل النساء الحوامل، أو النباتيين الصرف، أو كبار السن، قد يحتاجون مكملات معينة لتعويض ما يصعب الحصول عليه من الطعام.

الفيتامين D مثلًا، يُعد من أكثر المكملات شيوعًا، خاصة في المناطق التي يقل فيها التعرض للشمس. والحديد ضروري للنساء في فترات الدورة الشهرية أو الحمل، بينما قد يُنصح بفيتامين B12 للنباتيين.

 مكملات غذائية

كيف تختار مكملك بذكاء

إذا احتجت إلى مكمل غذائي، فلا تجعل اختيارك عشوائيًا. ليس كل ما يُروَّج له مفيدًا، ولا كل ما يناسب غيرك يناسبك.

🟩 إليك بعض النقاط التي تستحق الانتباه:

١- استشر مختصًا، خاصة في حال وجود ظروف صحية.

٢- اختر منتجات موثوقة من شركات معروفة ومعتمدة.

٣- تجنّب الجرعات العالية ما لم تُوصَ بها طبيًّا.

٤- اقرأ المكونات جيدًا، وابتعد عن الإضافات غير الضرورية.

٥- انتبه لطريقة الاستخدام والتوقيت المناسب لكل نوع.

تذكّر: المكمل الجيد لا يُضيف عبئًا على الجسم، بل يعوّض نقصًا حقيقيًا فيه.

خاتمة

باختصار، المكملات ما شي سيء… بس كمان ما الحل السحري. جسمك بيحب الأكل الحقيقي، وبيعرف يتعامل معاه بطريقة طبيعية. لو أكلك متوازن، ما راح تحتاج غير الشمس، والماء، و نوم منيح! بس لو عندك نقص مؤكد، أو ظرف صحي خاص، وقتها المكمل ممكن يكون مفيد – بس دايمًا اسأل مختص، وما تمشي ورا الإعلانات.

اهتم بجسمك، وخلّي قراراتك مبنية على وعي، مو على خوف أو تسويق.

أسئلة شائعة

1. هل يمكن أن تسبب بعض الفيتامينات زيادة في الوزن؟
الفيتامينات نفسها لا تحتوي على سعرات حرارية، لكن بعض المكملات قد تؤثر على الشهية أو احتباس السوائل، مما يعطي انطباعًا بزيادة الوزن.
2. ما الفرق بين الفيتامينات الصناعية والطبيعية من حيث الفعالية؟
بعض الفيتامينات الصناعية تُمتص بنفس كفاءة الطبيعية، لكن في حالات معينة (مثل فيتامين E أو الفوليت)، النوع الطبيعي يكون أكثر فائدة وفعالية.
3. هل من الآمن استخدام مكملات متعددة في الوقت نفسه؟
ليس دائمًا. بعض الفيتامينات تتعارض في الامتصاص، مثل الحديد والكالسيوم، لذلك الأفضل استشارة مختص قبل دمج مكملات متعددة.
4. كم من الوقت يحتاج الجسم ليشعر بتحسن بعد بدء استخدام مكمل؟
يعتمد ذلك على نوع النقص وحالة الجسم، لكن في المتوسط يبدأ التحسّن خلال 2–6 أسابيع من الاستخدام المنتظم.

يمكنك دعم FitspotX عبر زيارة الإعلان الممول

ليست هناك تعليقات